"آبل وتيم كوك: مثلية الرئيس التنفيذي وتحولات في استراتيجية التصميم لآيفون "

أعلن تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل قبل فترة عن ميوله المثلية، وعن فخره بهذا الأمر … وبأنها بالتأكيد إحدى نعم الله عليه في هذه الحياة. لا أسعى أن أرتدي في هذه المقالة قبعة الحاكم أو الإنسان العربي المسلم لأحكم على شخصه وعلى قناعاته، فلست بالتأكيد أهلا لذلك ولا أسعى أن ألعب هذا الدور على كل حال.

تحدثت في مقالة سابقة عن أن الولاء لشركة آبل مضيعة للوقت، ولعلي أجلب الآن فقرة واحدة لها علاقة بموضوع اليوم وهي عن الآيفون C: “آيفون C بألوانه التي تخالف استراتيجية ستيف جوبز في التصميم! … كم شخص تعرفون يمتلكون هذا الجهاز؟ ولكن الجديد هنا أن آبل بدأت في التغيير، في التوجه نحو مفهوم مختلف، وهذا ما قد يعكس ثقافة جديدة للشركة. فعلى الرغم من أن تصميم آيفون C قد يعتبر "غير جذاب" لبعض المستخدمين، إلا أنه يتحلى بالألوان الزاهية والشبابية التي تستهدف جيلا جديدا من المستخدمين.

إذا، ما الذي دفع آبل إلى اتخاذ هذا القرار؟ ربما يكون لتجديد الجمهور المستهدف، ربما لإثارة حماس المستخدمين الحاليين، أو ربما للسير في خطى منافسيها. وقد يعزى هذا التغيير إلى تأثر شركة آبل بطابع تصاميم شركات التكنولوجيا الأخرى، حيث بات استخلاص سحر "الألوان الزاهية" جزءا من استراتيجيات التصميم في العديد من الشركات.

بغض النظر عن الأسباب، فإن قرار آبل بإطلاق آيفون C يعكس أهمية تجربة المستخدم والتوجه نحو مستخدمين جدد. رغم أن تصميم آيفون C لا يتبع استراتيجية ستيف جوبز في التصميم، إلا أنه يظهر رغبة آبل في التطور والابتكار. فقد اعتادت آبل على تحدي المألوف والذهاب بعكس التوقعات، وهذا هو جانب مثير للاهتمام في شخصية الشركة.

إذا، ما هو الدروس المستخلصة هنا؟ قد يكون الأهم هو ألا نقدر شخصا أو شركة بشكل كامل بناء على افتقارها للالتزام بالتقاليد أو استراتيجية محددة. قد يكون هذا انعكاسا لروح الابتكار والتجديد. قد يكون أيضا تذكيرا بأن التطور والتغيير جزء حقيقي من عملية النمو، سواء في الشركات أو في حياتنا الشخصية.

في النهاية، يبقى تحقيق توازن بين المألوف والابتكار هو التحدي الذي يعد نجاح شركة مثل آبل. قد تظهر بعض الخطوات كإثارة جدل وانتقاد، ولكنها في نهاية المطاف تساهم في نمو وتطور الشركة. إذا، لنستمر في دعم الابتكار وفهم أن التغيير ليس دائما سئ، بل قد يحقق فائدة طويلة المدي.